أحداث/

أحداث / سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ" | اللقاء الخامس (تشرين الثاني 2025)
big-img-news
بواسطةMada Admin | 26 نوفمبر 2025

سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ" | اللقاء الخامس (تشرين الثاني 2025)

في استكشاف التقاطعات بين النظريّ والعمليّ في العلاج النفسيّ من منظور تحرُّريّ، وتحت عنوان: "عيادة الرغبة والهيمنة: التحليل النفسيّ في زمن الشرّ المطلق"، عُقِد يوم السبت، الموافق 22/11/2025، اللقاءُ الخامس من سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ"، بمشاركة عدد من طلبة وخرّيجي ومهنيّي الصحّة النفسيّة. قدّم اللقاءَ د. مصطفى قصقصي، الاختصاصيّ النفسيّ العياديّ، والمشرف، والباحث في التحليل النفسيّ التحرُّريّ والصدمة العابرة للأجيال. سعى اللقاء إلى محاولة استكشاف تقاطعات ممْكنة بين النظريّة والتطبيق في الممارسة العلاجيّة من منظور تحرُّريّ، وبالاستناد إلى منظّرين ومفكّرين عالميّين والتفكير في كيفيّة انطباق نظريّاتهم على الواقع الفلسطينيّ الراهن.

تطرّق د. قصقصي، في بداية مداخلته، إلى أنّ ما نشهده في السنتَيْن الأخيرتَيْن من تَجَلٍّ مرعب للشرّ المطْلَق يضع تساؤلات بالنسبة للعمل العلاجيّ، وتساءل: "أين نحن كمعالـِجين ومعالـِجات ممّا يَحْدث خارج الغرفة العلاجيّة عندما تكون الرغبة مهدَّدة والحياة برمّتها مهدَّدة؟"، مشيرًا إلى أنّ التحليل النفسيّ نشأ في سياق وبيئة تَشَكَّلَ فيها الخطاب التطوُّريّ الاستعماريّ، وجرى فيه توظيف المعرفة التحليليّة النفسيّة لتثبيت هذا الخطاب. وقال قصقصي إنّ المنظّرين الأوائل في التحليل النفسيّ (كفرويد ويونـﭺ -على سبيل المثال) كانوا مكشوفين لنظريّات ومعرفة معيَّنة كرّست مفاهيم استعماريّة -كالبدائيّة والنكوص مثلًا- ووظّفتها على الآليّات الدفاعيّة الاضطرابيّة. وقال إنّ هذا الإرث يستدعي اليوم قراءة نقديّة تفكيكيّة تعيد النظر في جذور التحليل النفسيّ. كذلك تطرّق قصقصي إلى مفهوم التحليل النفسيّ المناهِض /المفكِّك للاستعمار (decolonial)، وقال إنّ هذا يبدأ من استبدال المركزيّة الأوروبيّة بالتعدُّديّة الإنسانيّة، وإعادة مَوْضَعَة الآخر كعنصر تأسيسيّ وليس كحاشية، كما أنّه يبدأ من دَوْر المعالِـجين النفسيّين في مساءلة أدواتهم النظريّة.

ثمّ انتقل قصقصي إلى التحليل النفسيّ بمنظور لاكان، وتطرَّقَ إلى اللغة والكلام بالرؤية اللاكانيّة حيث قال إنّ الذات تبدأ بالظهور عند الاصطدام الأوّل باللغة، أي إنّه بدون اللغة لا وجود للذات. ثمّ تابع مستحضرًا مفاهيم من الفكر اللاكانيّ، مثل الرمزيّ والخياليّ والواقعيّ؛ بالإضافة إلى الآخر الكبير والآخر الصغير؛ ومرحلة المرآة وغيرها.

كذلك شرح قصقصي أنّ الرغبة هي القوّة التي تجعل الإنسان قادرًا على الكلام والتفكير وإعادة صياغة ذاته. وأمّا الهيمنة، فهي ليست مجرّد علاقات قوّة سياسيّة أو استعماريّة، بل قد تتحوّل إلى نظام إنتاج معرفة يعيد إنتاج الإقصاء داخل العلاج نفسه من خلال آليّات نحو: تطبيع العنف البنيويّ وكأنّه واقع طبيعيّ؛ أو تمكين صوت واحد وإسكات الآخر. في هذه البيئة وهذا السياق، يصبح للعيادة عدّة أدوار مترابطة، من خلال الإنصات لجروح الاستعمار، وتفكيك الخطاب الذي يجرّم الضحيّة ويبرّئ النظام، وتوفير فضاء يسمح بالرغبة رغم الهيمنة، ومقاومة إعادة إنتاج العنف داخل العلاقة العلاجيّة نفسها.

الاكثر قراءة